مصدر: خواطر وعبر
«الجهاد» يعني المبالغة في بـذل الجهـد فيقال: «جهـدت رأيي». وجاء في القرآن الكريم: (وأقسموا باللـه جهـد أيمانهم» (المائدة: ٥٣(
والإسلام جهاد من أوله إلى آخـره.. فحين يدخل المرء الإسلام فهو يدخل حيـاة مجاهدة، تستمر إلى أن يدركه الموت، وهـو يظل يجاهد في سبيل مرضاة الله.
والجبهة الأولى للجهاد هي نفس المرء ذاتها، فحين يقول شخص ما إنـه مـؤمن ومسلم فهـو يـعـاهـد بـأنـه سيكبح الـدوافع النفسـانيـة، وسيحارب الترغيبات الشيطانية ؛ ليمضي على صراط الله المستقيم. وهذا ما يعبر عنه الحديث النبوي الشريف الذي يقول: «المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله».
وقد نزل دين الله لكل البشر وكـل الشعوب، فيجب إبلاغ دين الله إلى أهل الأرض كلهم بمراعاة الآداب والمقتضيات الضرورية، والدعوة - من هذه الناحية- أعظم أنواع الجهاد، فلا جهاد أعظم منها.والجبهة الثانية للجهـاد هي الدعـوة ؛ أي بذل أقصى الجهـد لنقل رسالة الله إلى عباده، وهو عمل عظيم يصفه القـرآن الكـريـم بـالجهاد الكبير: «وجاهدهم به جهاداً كبيراً﴾ (الفرقان: ٥٢). وقد نزل دين الله لكل البشر وكـل الشعوب، فيجب إبلاغ دين الله إلى أهل الأرض كلهم بمراعاة الآداب والمقتضيات الضرورية، والدعوة - من هذه الناحية- أعظم أنواع الجهاد، فلا جهاد أعظم منها. والجبهة الثاثة للجهاد هي الدفاع. فلو اعتدى أعداء الإسلام على أهل الإسلام وفشلت التدابير للـوقـايـة من هذا العدوان، وجبت مقاومة المعتدين -بشرط الاستطاعة وإلقاء الهزيمة بهم ودحرهـم. وهذا النوع الثالث من الجهاد هو ما يسمى في الشريعة بالقتال في سبيل الله. وجهاد النفس وجهـاد الدعوة عملان دانان مستمـران كل يوم وكل لحظة من حياة المؤمن والمؤمنة. أما جهـاد الأعداء فأمر طـارئ ومؤقت يزول مع زوال العدوان. وهـدفه الدفاع الذي يلجأ إليه في حالة مبادرة طرف خارجي بالعدوان. [Highlight2]