By
Maulana Wahiduddin Khan
مصدر: تاريخ الدعوة الى الإسلام

لا شك في أن الجهاد افضل العبادات في الاسلام. ولكن القول بأن الجهاد هو القتال قول خاطئ تماماً مثل حذف الجهاد من الدين. والحقيقة أن جهاد الأمة المحمدية هو الدعوة. إن القرآن الكريم يخبرنا بأن بذل الطاقة لأجل شهادة الحق هو الجهاد :

وجاهدوا في الله حق جهاده. هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج، ملة أبيكم ابراهيم، هو سماكم المسلمين من قبل، وفي هذا، ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس، (الحج 78) وفي مكان آخـر يأمرنا الله تعالى : ( فلا تطع الكافرين وجاهدهم به (القرآن) جهاداً كبيرا ) الفرقان 52۔

إن الدعوة لا تعني، البتـه، أن تنفخ بضـع كلمات في أذن شخص ما ولا أن تنتقد أسلوب حياته المنحرف. إن الدعوة عمل يتطلب غاية التضحية ولا تظهر الى الوجود إلا حين يضحي الداعي بوقته وعواطفه وماله وكل ما يملكه.

والله تعالى قد اعتبر الدعوة (قولا ثقيلا) المزمل 5۔

ان الدعوة والتبليغ من أعظم الأعمال وأشقها، والذي يهب نفسه لهذا العمل يصل الى مرحلة ( لعلك باخع نفسك ) الشعراء 30.

ولكن من أفدح الأخطاء التي ارتكبتها الحركات الإسلامية الحديثة أنها ظنت أن الجهاد هو القتال والعويل السياسي. وكانت النتيجة أن تحول ميدان الجهاد، بدلاً من الدعوة، الى النشاط السياسي ولم يبق لإرواء عاطفة الإيمان الجياشة سوى سبيلين اثنين: استخدام السيف إن سمحت الظروف أو الخطابة. إن مصر والجزائر والهنـد تقدم أمثلة واضحة لهذا الإتجاه.. لقد ضحى الملايين من المجاهدين في هذه المناطق في حربها ضد الإستعمار» أو «السلطة الفاسدة»، وحين انتهت هذه الفرصة لم يجدوا إثارة الطوفانات الكلامية من خطابة وكتابة، وحين انتهت هذه الفرصة الأخيرة أيضاً آووا إلى الزوايا والتكايا وانشغلوا بالتسبيحات الصوفية.

إن الجهاد هـو القـوة التي تمكن الإسلام في الأرض. فلم لم يفز الإسلام بالتمكن في هذا العصر بالرغم من إثارة عاطفة الجهاد على المستوى الضخم؟ والسبب ليس إلا أن عاطفة الجهاد لم تجد لها المنفذ الصحيح فانسابت في مختلف الاتجاهات وضاعت، تماما كما يصب نهر عظيم كل مياهه في البحر بينما تموت الحقول الواقعة حوله لعدم توفر الماء، لأن أصحاب الحقول لم يحفروا القنوات اللازمة لإيصال المياه إلى الحقول.

إن الدعوة لا تعني، البتـه، أن تنفخ بضـع كلمات في أذن شخص ما ولا أن تنتقد أسلوب حياته المنحرف. إن الدعوة عمل يتطلب غاية التضحية ولا تظهر الى الوجود إلا حين يضحي الداعي بوقته وعواطفه وماله وكل ما يملكه. إن القرآن يأمر بأن يكون الداعي في غاية النصح للمدعو، وأن يكون كلامه قولاً بليغاً يفهمه المدعو، وأن يصبر على الأذى الذي يلحقه من المدعو، وأن ينفق كل ما يملكه في سبيل الله، وأن يدعو للمـدعو بدلاً من الغضب على إعراضه عن دعوة الحق، وأن يسعى لتأليف قلبه، وأن : يستمر هذا العمل حتى نهاية عمر الداعي.إنك لو بدأت هذا العمل، وراعيت كـل آدابه، وآتيته حقه، فهو عمل عظيم وشاق للنفس، يهز أقوى البشر، حتى لايرى أبداً أن قد أدى حق هذه الأمانة.

[Highlight2]

وقد أضيفت الآن طرق جديدة كثيرة الى أساليب الدعوة في العصور القديمة. ولذلك قد اتسع عمل الدعوة اتساعاً كبيرا في العصر الحاضر فيما يتعلق بالوسائل والتدابير. والحقيقة أن أموال النفط كلها لا تكفي لجهاد الدعوة وتبليغ الرسالة، إن الأديان الأخرى، كالمسيحية، قد أدركت هذه التغيرات العصرية وقد استخدمت الوسائل الحديثة استخداماً مكثفاً لنشر أديانها. والمسلمون متخلفون في هذا المضمار ولا يملكون الشعور الصحيح عن آفاق الامكانات الحديثة. إن الدعوة أمر عادي لديهم لدرجة أنهم يتعجبون من أن يكون هذا العمل البسيط هو عين الجهاد.

Category/Sub category

QURANIC VERSES22:7825:5273:526:30
Share icon

Subscribe

CPS shares spiritual wisdom to connect people to their Creator to learn the art of life management and rationally find answers to questions pertaining to life and its purpose. Subscribe to our newsletters.

Stay informed - subscribe to our newsletter.
The subscriber's email address.

leafDaily Dose of Wisdom