By
Maulana Wahiduddin Khan
مصدر: The Age of Peace (Arabic)

إن العـدد التقريبي للنجـوم في الكـون يبلغ حوالي 100 اقتيليون، أو 10 اس 29، وعـدد الكواكـب في الكـون يبلغ حوالي 10 اس 24. ذلك العـدد الهائل من النجوم والكواكب يتحرك بصورة دائمة مستمرة في هـذا الكـون الواسـع منـذ مليارات السنين، على سبيل المثال، الأرض تـدور باستمرار حـول الشمس، وكذلك الحال مع الكواكـب الأخرى التابعة للنظام الشمسي، فهـي تـدور حول الشمس ولا تخـرج عن مداراتها المحددة والدقيقة، ولملايين السنين تلك الأجسام السماوية تتبع مسارات محـددة دون خلل في الحركة أو تصادم أحدها بالآخر.

إنها حقيقة، إن عـدداً من التصادمـات حدثت في الكون، ولكن تلك الظواهر صممت من أجل تطوير هادف للكون، والذي يتطور ويتوسع باستمرار. تلك العمليات تم التخطيط لها بشكل جيد وتهدف لخدمـة غـرض نافع.

(Highlight1)

إن ذلك الانسجام الذي يتميـز بـه الكـون جـاء ذكـره في القـرآن الكريـم مع الإشارة للأرض والقمر، قال تعالى: «وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون » ، (سورة الأنبياء 33). إنها سياسة المشاركة اللاصدامية التي أسسـت لـسـلام كامل في هذا الكون الفسيح، تلك هي ثقافة العالم الكبير، وهي الثقافة نفسها التي تظهر جليـة على مستوى العالم الدقيق، الذرة أصغـر المـواد المادية في العالم، تحمـل الثقافة نفسها، فهي تحتوي عدداً من الجزئيات الصغيرة تتحرك باستمرار. ولكـن يـوجـد السـلام نفسـه في عـالم الـذرة كـمـا هـو الحال في عالم الكـون الكبير.

يوجـد عـلى وجـه الأرض حـوالي خمسون مليـون فصيلة حيوانيـة كبيرة وصغيرة، وبالمثـل يـوجـد سـلام كامـل في عالم الحيوان، إن حروباً كالحرب العالمية الأولى أو الثانية لم تظهر على الاطلاق في عالم الحيوان، كل تلك المخلوقات الحية تنشغل بنشاطات كثيرة مختلفة، فكيف ساد وعـم السلام الكامل بينها؟ والإجابة، هي أن الحيوانات تبنت أو نهجـت الثقافة نفسها وهي المشاركة واللاتصادمية. إن الفارق الوحيد أن العالم المادي اتبـع ذلـك تحـت تأثير قوانين الطبيعة، وعالم الحيوان والكائنات الحية تبنى ذلك نتيجة للفطرة التي جبـل عليها.

إن الثقافة ذاتها، ثقافة المشاركة وعدم التصادم مطلوبة في العالم البشري، إن كل شخص رجـل وامرأة حر في ممارسة نشاطاته، والقيـد الوحيـد عـلى حرية الرجل والمرأة أن لايشكل أذى على أقرانه أو أقرانها، بعبارة أخرى على الإنسان أن يختار الثقافة ذاتها، وهي ثقافة المشاركة واللاصدامية. إنها الصيغة الوحيدة لإحلال سلام قائم على السنن الكونية.

إن ثقافة المشاركة واللاصداميـة تحلـل السلام، والسلام يشرع الأبـواب أمـام كل أنواع الفرص. وبانتهاز تلك الفرص يمكن لكل رجل وامـرأة تحقيق أهدافهما. بكلمات أخرى إن كل شخص لديه الفرصة لتحويـل مـا هو محتمـل (مأمـول)، إلى حقيقة واقعة.

تلـك هـي السنن الكونية، وهذه الشرعـة والسـنة الكونية هي ما تم اختياره في الإسلام، هنا سأذكر معلومتين ذات صلة، قبـل الهجرة سنة (622م)، عندما كان رسول الإسلام في مكة، نزلـت هـذه الآيـة القرآنية: {لكم دينكم ولي دين)، (سـورة الكافرون 6).

(Highlight2)

بعـد الهجـرة عندمـا اسـتقر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، أكـد عـلى المبـدأ نفسـه (حرية الاعتقاد)، في ذلك الوقت تقريباً نصف سكان المدينـة مـن اليهود والنصف الآخر من المسلمين، أصـدر النبي صـلى اللـه عليـه وسـلم، الوثيقة التاريخية المسماة بصحيفة المدينة، والتـي أعلـن فيهـا، (لليهود دينهم وللمسلمين دينهـم)"، أي لكل الدين الذي يرتضيه. ذلك المبدأ وهو أن سياسة المشاركة والـلا صدامية، قائم عـلى مبـدأ خالـد، والذي هو قائـم سـابقاً في العوالم غير البشرية، وهو أيضـاً أمـر ضروري في عالم البشرية. تلك الثقافة ستكون متبناة من أهل الجنـة أيضـاً كـمـا ذكـر القـرآن الكريم في هذه الكلمات: والله يدعو إلى دار السلام ، (سورة يونس 25).إن سياسة المشاركة واللاصدامية تمنح كل شخص رجـل وامرأة مجـالاً للعيش دون أن يتسبب في الأذى للآخريـن مـن الجنس البشري، إنهـا الصيغة الوحيـدة لتحقيق السلام والانسجام.

إن المشاركة اللاصداميـة تضـمـن لـكـل شـخص الحصول على فرص متساوية ليتطور، وتلك الثقافـة قائمة في الكون كله، والفارق الوحيد كـون أنـه في العوالم غير البشرية، فإنـه قائـم في ظـل السنن الكونيـة الطبيعية، بينما الإنسـان هـو مـن يختار حـراً بنفسه تلك الثقافة، إن التفكير الإنساني معني بالاختيـار الـذي يـقـوم بـه، ولذلك فإن ظاهرة التطور العقلي توجد فقط في العالم البشري وليس في العالم اللابشري.

Category/Sub category

QURANIC VERSES21:33109:610:25
Share icon

Subscribe

CPS shares spiritual wisdom to connect people to their Creator to learn the art of life management and rationally find answers to questions pertaining to life and its purpose. Subscribe to our newsletters.

Stay informed - subscribe to our newsletter.
The subscriber's email address.

leafDaily Dose of Wisdom